منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
*منتدي شعبان مجاورعلي المحامي يشرفه زيارتكم وتسعده المشاركة*

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
*منتدي شعبان مجاورعلي المحامي يشرفه زيارتكم وتسعده المشاركة*
منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لـيــــلةُ مُقمـــــر

اذهب الى الأسفل

لـيــــلةُ مُقمـــــر Empty لـيــــلةُ مُقمـــــر

مُساهمة من طرف شعبان مجاورعلي المحامي الثلاثاء 07 يونيو 2011, 10:17 pm

Ahmed Afifi‎
لـيــــلةُ مُقمـــــرة *****قصة قصيرة
***************
القمرُ يتألق بكامل حواسه, امام المرآة, وقف يمشط شعره القصير, يفكر, كيف سيقضى اولى ساعات اجازته.. اخذت اعمدة النور ذات المصابيح الصوديوم تجرى من حوله, يتعانق ضؤها مع ضوء القمر الشاب, فتتراقص{القلل القناوى} المرصوصة حول اطار عربة الترمس, فتقفز من شفتيه ابتسامة, تكشف عن بقايا بهجة مختبئة فى وجهه.. {بتلومونى ليه لو شفتم عنيه حل....} نقّبت اذناه عن مصدر الصوت, يعشق هذه الاغنية بحنون, سحبه الصوت الى تكعيبة{بوص}, دلف اليها, لم يجد سوى كرسيا معوّقا, اسنده بقالب من الطوب الهرم, قعد, تمايل منتشيا, ابدى المطرب المغمور قبوله للاطراء, اكمل:{ من يوم حبه ما لمس قلبى.....},انتبه لشئ صلب يحفّ بفمه, التفت راى جاره الملاصق يرمى عليه المساء بغابة { الجوزة المعسل}, فكر ينهض ويفر , استنقص الفكرة, استسلم, وصل العندليب المزيف للمقطع الاخير, فيما هو يقذف شبورة { الحجر الرابع من فمه وانفه, لملم اعضاءه وغادر

*ازداد القمر تألقاً, تمهل الخطى, دفعته قدماه لطريق مجاور لقبب المدافن الجديدة, راح يُدندن, أفاق على صوت شجار, تقدم نحو الصوت, اقترب,خطفت لُبّه بحُسنها الطاغى, : شعرُ بلون الليل لامع, يصنع مع ضوء القمر الفضىّ بريقا بديعا, وجبهة متناسقة مع حيز الوجه المستدير, باسفلها عينان سوداوان واسعتان, وانفُ منمقُ صغير, وذقنُ جميلُ بمنتصفه اخدود صغير يبتسمُ منفردا

* انتبه لنظرة غاضبة أفسدت نشوة المعاينة, جلفُ ضخم يقرب من المترين عاجله بصوته الاجش: { فى حاجة ياخ} لم يُعره التفاتا, استأنف المعاينة, حين وصل الى الساقين, كان الشجار قد وصل اوجه, تساءل مندهشا: كيف لفم بديع كهذا, يقذف هذا الوابل من السباب والشتائم الفجة, وماذا يريد هذا الجلف من هذه القطة الجميلة الشرسة, وماذا يدفعها للثورة هكذا وسط المدافن؟.. توقف الشجار فجأة تحولت القطة بوجهها اليه, تبدل وجهها الى استكانة انثوية ناعمة, اشتعلت اوصاله, اختمرت فكرةُ فى رأسه, أخذ قرارا وشرع ينفذ قال:{ ايه يابنى آدم انت , مالك ومالها} تمادى يسأل فى ثقة, فيما عيناه لم تزل تُعاين, استمرأت القطة, راحت تبالغ فى استكانتها, قال الجلف:{ وتطلع مين بسلامتك؟} وقع سؤال الجلف على راسه كالمطرقة, ارتبك, تحسس صدره, لمست يده شيئا فى حيب قميصه, اختمرت الفكرة, قال وهو يضع يده فوق بطاقته العسكرية: انا مباحث! قال الجلف: طب ممكن اشوف بطاقتك؟,, ارتبك اكثر, فكّر, قال: قال الجلف: يامحترم دى مراتى وبنتفاهم سوا, فيها حاجة دى؟} {انا لا مراتك ولا اعرفك ولا عاوزه اشوف وشك العكر ده} قالتها وهى تتقصع بدلال وخبث وتشف, فيما الجلف يفردذراعيه عن آخرهما, ثم يضرب كفا بكف زاعقا: والله العظيم مراتى, وان مكنتش مصدق, هما خطوتين لحد البيت اوريك البطاقة وقسيمة الجواز}

ساروا ثلاثتهم ناحية البيت, دفع الجلف الباب بقدمه دفعةً قوية ففُتح عل مصراعيه, ملس فوق الحائط المتهالك,انار مصباحا شحيح الضوء, فتحت ثلاثة ابواب تباعا, خرج من الاول مارد ضخم يحمل فى احدى يديه{ جوزة معسل نحاس, وفى اليد الاخرى ماشة صدئة, ويحمل فى جبهته اكثر من عاهة.. وخرج من الباب الثانى عملاق مجهول النوع, يحمل فوق راسه غابة قذرة من الشعر المجعد عديم اللون يتدل حتى اسفل رقبته بفوضوية مخيفة, وخرج من الباب الثالث شمطاء محدودبة فتحت فمها المظلم الا من نابين غامقين .. صاح الجميع: فيه ايه ياواد ياحندوق؟, قال الجلف: البيه بيقول انه مباحث, والست ورده عمالة تتدلع وتشتم , فكر انى بعاكسها!.. اقترب صاحب الجوزة المعسل محمرا عينيه قائلا: بقى بسلامتك مباحث, طب ممكن تطلع بطاقتك نشوفها؟.. قال: ماهو اصل يامعلم حضرتك مش واخد بالك, اصل الحكايه يعنى.. كان.. الله.. ابعدى عنى ياست انت.. الله.. عيب كده .. مفيش داعى.. انا راجل محترم.. بلاش ال.. آى.. ياولاد الكلب, ياغجر , ياسفله.. آى..

*= بقى حضرتك عامل فيها روميو, ومباحث كمان

=ياحضرة الضابط الموضوع غير كده بالمرة, المسالة فيها لبس, الناس الغجر دول م ادونيش فرصة.. الله.. احترم نفسك ياشاويش انت.. انا اعرف آخد حقى كويس

=قال الضابط: حقك؟, وكمان بتفهم ف الحقوق, حطه ف الحجز ياشاويش

** امام وكيل النيابة, راح يتحسس الاساور الحديدية القابضة على معصميه, فيما المحامى يتفانى فى الشرح قائلا: وزى م سعادتك شايف, الموضوع بسيط, وفيه حسن نية, انما هوه بعض اللبس, و...و....

انتهى وكيل النيابة من كتابة ورقة فى يده, قال : يُحول لوحدته العسكرية للتصرف بشأنه!!

*راح الزلاء فى الموقع يتقاذفون, يداعبون قصاصات ورقية صغيرة متناثرة فى الهواء.. فيما القائد مبتسما؟, مُشيرا له بسبابته متوعدا.. بينما هو يهرول باقصى سرعته محاولا اللحاق بالعربة الكبيرة , ليُكمل اجازته


{نشرت فى مجلة القصة المصرية-شتاء 95}


[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
شعبان مجاورعلي المحامي
شعبان مجاورعلي المحامي
المدير العام

عدد المساهمات : 1408
تاريخ التسجيل : 05/05/2011
الموقع : مصر

https://shabanavocat.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى