قصة قصيرة (المرعوب)

اذكرفي اواخر السبعينيات وانافي نهاية المرحلة الابتدائية احب الجلوس مع من هم اكبر مني سنا وخاصة من هم في مرحلة الجامعة والثانوية فكانت تستهويني احاديثهم وقصصهم الشيقة المثيرةالتي لاتنتهي ابدا مع كل لقاء وللاسف كنت اصدق كل ما يقال .
ومن تلك القصص قصة لا انساها ابدا رواها احدهم في احدي الامسيات ان شابا كان مغرما بمشاهدة حفلات الربيع والتي يبثها التليفزيون ليلة شم النسيم من كل عام. ولندرة اجهزة التليفزيون في تلك الايام ؛ قرر صاحبنا ان يشاهدها في تليفزيون الساحة الشعبية ببلدتنا لان شاشته كبيرة والاهم انها مجانا وبالتالي فالاعداد غفيرة وهذا يفرحه اكثر . ولما كانت الساحة تبعد عن البلدة مسافة كبيرة ولعدم وجود اي انارة ومع شدة الظلام قرر ان ينصرف مبكرا قدر الامكان خيفة العفاريت وما يحاك عنها من قصص .و الوقت يمر وهو يوعد نفسه اكثر من مرة ويحنث في كل مرة الي ان جذب نفسه من نفسه وقرر العودة بنفسه وبحث عن رفيق فلم يجد فبدأ في معاناته . فمع اول خطواته علي الطريق الزراعي ومع بزوغ القمر اصبح صاحبنا يحسب كل شجرة او نخلة شبحا لعفريت فيجف حلقه وويبجث عن ريقه فلايجده واصبح قلبه كجرس مدرسة يدق بغير انتظام . وسط تلك المعاناة لمح رجلا يخرج من الحقول . فهدأ روعه ورأي فيه انسه وامانه فقرر ان يرافقه حتي مبتغاه وبالفعل سارصاحبنا يسامره ويتجاذب معه الحديث حتي حانت من صاحبنا لفتة الي رجليه فوجدها رجل(معزة ) هنا شاب شعره واستسلم لقشعريرة بدنه . و بكل مايملك من قوة طار هاربا وهولا يسمع سوي طنين اذنيه وصكصكة اسنانه ودقات قلبه الذي يكاد ينط من بين أضلاعه حتي وصل الي كوبري اول البلدة يسمي (كوبري فتح الباب ) فقطع طنين اذنيه صوت عسكري الدورية :) ها.......مين هناك) . ارتمي بكل قوة في حضنه الآمن محاولا اخفاء وجه وتبديد خوفه .(مالك يابني مالك؟؟؟) رد صاحبنا وهو يبلع ريقه بين كل كلمة وأخري : (خبيني خبيني ..قابلني عفريت..... جسمه جسم انسان .....ورجليه رجلين معزة ) رفع عسكري الدورية إحدي رجليه وقال له بغلظة: ( زي دي ) ....فغر فاهُ صاحبنا ... وخارت قواه ووقع مغشيا عليه ..
فقد سبقه اللئيم وتظاهر في زي (عسكري الدورية )