منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
*منتدي شعبان مجاورعلي المحامي يشرفه زيارتكم وتسعده المشاركة*

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
*منتدي شعبان مجاورعلي المحامي يشرفه زيارتكم وتسعده المشاركة*
منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طقوسُ صـــارمة -قصة قصيرة/أحمدعفيفي

اذهب الى الأسفل

طقوسُ صـــارمة -قصة قصيرة/أحمدعفيفي Empty طقوسُ صـــارمة -قصة قصيرة/أحمدعفيفي

مُساهمة من طرف شعبان مجاورعلي المحامي السبت 21 مايو 2011, 11:29 pm


‎Ahmed Afifi‎
من لوحاتى
طقوسُ صـــارمة )قصة قصيرة
***********

باغتتها قشعريرة في يديها ووجهها , لملمت شعرها الذي لم يغزوه خيط من الشيب , خبأته تحت قلنسوة صوفية , هرولت نحو البلكون , حدقت في الأفق , أطلقت زفرة طويلة أجهشت بعدها , .. بدا قرص الشمس قرمزيا ً ملتهبا ً وهو يهبط بتُؤدة خلف الجانب الأخر من البحر , بينما ندف من السحب البيضاء منقوشة كالقطن تطاير في رقعة السماء الشفقية , وبقايا من طيور الأوز والبلبول تتهادي في نشوه علوية وطمأنينة سماوية .
حدثت نفسها : هل تحلم الطيور أيضا ً ؟ هل ينتابها ذاك الإحساس بالرتابة والفزع ؟ هل تطلب من الله مثلما اطلب,؟ سحقا لهذه الرؤى التى تغزونى هكذا فى وضح النهار

سحبت كرسيها الهزاز العتيق ,جلست مستسلمة لارجحة رتيبة ,قفزت هرتها الكثة الشعر فوق ركبتيها ,اخدت تتمطى بين كفيها,بشرود اعملت اناملها فى رقبة الهرة وفجأة دفعتها بعيدا متمتمة : لا شىْ يستحق المحبة المكنونة ,فيما الهرة لاهية تزرع مساحة البلكون ذهابا وعودة رافعة ذيلها الغليظ ,وبين الحين والحين تقوس ظهرها وتحك جسدها فى جدار البلكون ,اردفت :لأجله غنيت وغني الطير معي , لأجله إنتحب قلب وحيد , قلبي أنا.. وكأنها قد ثملت من الهواء الرطب , فأرجعت الكرسي مسافه وراحت تجتر الذكريات

مرغوبة كانت , وراغبة , كشأن أترابها تتعجل لحظة القلق المجيدة , ترنو بشغف للأمنيات , تعتمل الأحاسيس داخلها أملة أن ينتهي القلق نهاية سعيدة

وقد كان , حين رأته أمامها كأنه هبط من بين السحب , كان يتفحصها بنعومه وأمعان , متأنقاً كان , وفخورا ً يقفُ بخيلاء بين شجيرات الأزهار في حديقة منزله .. كانت مشدوهة ً , غير عابئة بالرياح المدعومة برمال زجاجية تنغز يديها وخديها بشراسه .

وكانت أنذاك تسرع الخطي في عامها الثامن عشر , وتبطئ الخطي في المسافة مابين منزله وبيتها , تستعرض عينيه الأخاذتين , جسده الممشوق .. كانت تحس عذاب خطواته وهو يهرول في إثرها , ومسافة ً لاتزال بين الأرض السوداء الصفراء المنبعجة , والسطح الإسفلتي الممهد .. شعرت أنها مشت ألف ميل , وهي تلمح من ركن عينها ظله الضخم يدنو منها مصحوبا ً بعبيره الذكوري .. حتي التقيا , وتعانق القلبان , وتراقصا عشقا ً وهياما ً , وعاشا سنينا ً في جنتهما حتي باغتهما " القاهر " وأختطف حلمها بلا رحمة .

مع الأيام شاخ قلبها وهي تتفاني في إقامة الشعائر المقدسة المعقدة , تنتظر هدأة الأصيل لتقتسم عزلتها مع صدى صوتها في رقعتها النائية المهملة , كانت تحرص علي إرتداء ثيابا ً غامقة صارمة , وسرعان ما تعود إلي كرسيها العتيق , تمارس الامها , وتستجلب صورته , وصوته حين كان يحدثها , أو يقرأ لها .. كان يروقها أن تنصت إليه وهو يخبرها عن بعض الطقوس في البلدان البعيدة التي تنظر إلي بلادهم بمسافة قدرها " أربعة قرون " من التحضر , وكان كثيرا ً ما تباغته وساوسه وغيظه ـ خاصة ً في المناسبات ـ فينتحي جانبا ً ويفرغ لنفسه , حتي يحس أنه لم يعد بمقدوره حبس ما في صدره فيصرخ : النقاء .. الشفافية .. الحقيقة ! , لماذا لا نقول الحقيقة كاملة أبدا ً ؟ لماذا نحرص علي ترك حيز لمجاملة المشوهين الذين يعربدون في أخيلتنا ؟

وكان يروقها أن تجلس طويلا ً أمام الإطار الكبير الذي يتوسط الصالة , والذي يحوي صورة كبيرة الحجم له , ولبعض رفاقه وهم يصوبون أسلحتهم نحو العدو وخلفهم جيش من الملائكة يحمي ظهورهم .. كانت تود أن تري الجيش الملائكي راجلا ً , لكنها تراجعت لما في ذلك من صعوبه , حيث الملائكة لا أرجل لها , هكذا اخبروها إبان الطفول

أما الان , فثمة أشواك في القلب , وحدود مفتقدة , وأشياء تتلاطم في وجه العالم الغريب .. لقد تناسيت شيئاً فشيأ ً تلك الكينونة العجيبة المركبة , لقد تجاوز الكثيرات مثلها " سن الأربعين " , تري ما الشئ الذي يحمل مغزي خاصا ً في هذا الرقم ؟ .. وهل سيظل الشفق بهدأته , وصدي صوتها يلامسان داخلها وترا ً من الرهبة والشعائر المقدسة ؟هل ستتهيأ لفارس جديد , ام ستظل متكأه علي ذكرياتها , تشاهد الطيور الشفقيه والملائكة الصغيرة الشقية المنفلته من أفلاكها , , لتمرح , وتندس بين أترابها البشريين الصغار الفرحين بأعياد ميلادهم , تضئ لهم أعينهم الضيقة التي أختفت مؤقتا ً بفعل إنطفاء الشموع

وهي في أوج هذا تبتسم بشحوب , مجاملة ً أقاربها , تزرع المكان بصحبة طقوسها وثوبها الغامق الصارم , تصنع حدادا ً هادئا ً صامتا ً , يلتحم مع صخب الفرح الأُسري المقام في تضاد مقبول

!!{نشرت بالاهرام المسائى9/6/2006
شعبان مجاورعلي المحامي
شعبان مجاورعلي المحامي
المدير العام

عدد المساهمات : 1408
تاريخ التسجيل : 05/05/2011
الموقع : مصر

https://shabanavocat.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى