الشروق ..... ما أجمله

قصة قصيرة بقلم \ شعبان مجاورعلي المحامي

مصر بني سويف اهناسيا



الشروق ..... ما أجمله

أصبحت عادة الاستيقاظ مبكرا عادة متأصلة في نفسي.. أجدني بعد الفراغ
من صلاة الفجر أجلس تحت شجرة علي حافة قناة صغيرة أمام بيتي متأملا الصباح
بإشراقة الجليل وضوئه البديع حيث السكون والهدوء يلفان الكون بغطائهما
الرقيق الشفاف ..أتأمل الشمس وهي تطل علينا من بين النخيل والاشجار وكأنها
عذراء تذوب خجلا ... وعلي شفتيها إبتسامة تملأ الدنيا أملا .. شمس الصباح
تطل رويدا رويدا تملأ الافق بالضياء والنور .. يلمس ضوئها الذهبي من قد نام
ليله في عشه هادئا مع أليفته وفراخه ليبث في الكون شدوا وتغريدا .. كل
الطيور تقف علي جانب عشها تنشد أغنية الصباح .. الكل في نغمة واحدة ..
هذا بلبل قد وقف مع أترايه يغرد بصوته العذب الرقيق .. وعلي الجانب الاخر
من االشجرة يقف فريق الشحرور يختال فخرا وتيها بنفسه وبصوته وألوانه
الزاهية في ضوء الشمس ليرسم لوحة جميلة تريح النفوس وتثلج الصدور .. .. ويتخلل كل ذلك زقزقة العصافير ا
ليملائها طربا ورقة .

وبينما أنا في قمة تأملي وسروري من مشاهدة تلك اللوحة الجميلة وسماع تلك
السيفونية الرقيقة التي تعزفها أوركسترا الطيور إذا بقطتي الجميلة تقف
بجانبي وتتمسح بي و تموء وتنظر إلي عصفور كان يغني سعيدا يقفز من غصن
إلي غصن ..وكأني بالقطة اللئيمة تريد أن تقول لي ( إصطاده لآكله )
وهممت بذلك بالفعل لولا أني تذكرت أنني الذي طالما أردد أن سعادتي لا ينبغي
أن تبني علي حساب سعادة الآخرين فكيف اقطع علي هذا العصفور بهجته ونشوته
بسبب نزوة طارئة تولدت لدي قطتي ثم لا تلبث أن تزول .. أخذت قطتي وتركت
شجرتي سعيدة بطيورها وعصافيرها علي أن أعود إليها في صباح الغد بأذن الله

تمت