رحــــــــلــــــــــــــة........

رحـــــــلــــة
اليوم الثلاثاء12/3/2013 اصف لكم رحلة بدأت من محطة مترو الدقي الساعة التاسعة صباحا ثم سرت في شارع عُقبة فشارع امين الرافعي قاصدا مجلس الدولة لحضور احدي الجلسات وعلي الساعة الحادية عشر خرجت من المجلس فترجلت شارع عصام الدالي حتي وصلت الي كورنش النيل (ش النيل ) وسرت بجوار الكورنيش حيث اشعة الشمس تنعكس علي سطح مياه النيل فتنقل لك جماله ورونقه. سرت حتي وصلت الي كوبري الجلاء اصبحت في منتصفه الان تقريبا انظر علي اليمين والشمال لارتوي من منظر النيل ومن الخضرة علي جانبيه خاصة ونحن علي ابواب فصل الربيع حتي وصلت الي نهايته حيث عن يميني منتزه الجيزة وعن شمالي مبني الاوبرا والي السماء يقف شامخا برج القاهرة يرصد ايام وليالي القاهرة وددت لو وقفت اسامره ساعتها لاسمعني وفاجأني بالكثير وياحبذا علي انغام اغنية عبد اللطيف التلباني والتي مطلعها ( من فوووووووق برج الجزيرة الله الله علي سحرها ..بلد العز الكبيرة ... العالية الابهة). افقت واذا بي امام اسديّ كوبري قصر النيل رمز القوة والفتوة شعرت بهما و اخذت نفسا عميقا لاشبع نفسي من عبق النيل وبالايحاء سرت ببدني كله نشوة ونشاط ملحوظ فسرت علي الكوبري املي نظري بملامح النيل الاسمر وتذكرت مطلع لاغنية قديمة لعبد الحليم حافظ (يا تبر سايل بين شطين - ياحلو يااسمر.... لولا سمارك جوه العين ما كنت تنور ) اصبحت الان قرب نهاية كوبري قصر النيل عن يميني فندق شبرد .. وامامه وعلي شاطئ النيل صبيةمعظمهم نصف عراة يستحمون ويعبثون ويلهون واعتقد انهم بعد قليل سيسولّ لهم نزقهم العبث مع حراس الفندق (هكذا تلطش في دماغهم ) والذي اصبح كمسلسل يومي ممل تحت شعار (الحرية ) والحرية منهم براء ..تركتهم وتركت معهم تحفزهم وتحفز اكبر من الحراسة ...وصلت الي ميدان التحرير وما زالت بعض الخيام منصوبة ولكن اين سكانها ؟؟؟ لست ادري (اذن هي كمسمار حجا )..ارتفع صوت الحق معلنا صلاة الظهر فتوجهت يمينا صوب مسجد عمر مكرم تلقاني رجل نصّب نفسه (متعهد أحذية ) حيث اخذ حذائي وناولني قطعة خشب عليها رقم ونبهني ( خلي بالك من شنطتك خليها ادام عينك ) تبسمت قليلا وهمهمت : (مش للدرجة دي ) توضأت وفرغنا من الصلاة استرخيت قليلا ثم بدات احس بالجوع فتذكرت اني لم افطر جيدا ... خرجت متجها الي ميدان سيمون بليفار وسرت حتي وصلت الي شارع القصر العيني ولاحظت ان الشارع قد اغلق بكتل خرسانية تصل الي حد دورين عند بنك التنمية والائتمان الزراعي والمجمع العلمي وهذا ما فسر لي عدم وجود حركة سيارات بشارع القصر العيني فقلت لنفسي (فكرة حتي لايصطدم المتظاهرون مع الامن المرابضين حول مجلس الشوري ومجلس الوزراء ملت يسارا في شارع حسين حجازي وانا اعلم ان سيري هذا في هذا الشارع بالذات مدفوعا تحت تأثير الجوع خاصة وقد شارفت الساعة علي الواحدة ظهرا حتي اسلمتني رجلاي الي مطعم صغير بتقاطع شارع الفلكي مع شارع حسين حجازي حيث تجلس امامه سيدة قد تخطت الستين عاما تعطي ورقة بعد اخذها النقود بعدد السندوتشات المطلوبة. ولا اخفيك سرا تعودت دوما زيارة ذلك المطعم لجودة وطعم ورائحة الطعمية والبدنجان المخلل (حاجة كدا تفتح النفس ) ما ان رفعت راسها حتي هشت وبشت وقالت (ايه ياستاذ من زمان ما جتش تفطر عندنا ) فقلت ( مش لم يجيني شغل هنا ..هو انا اقدراجي القاهرة و ما افطرش طعميتكم ..واهو فطاري بقي غدا )وقفت بجوار السيدة اناقشها في احوال البلد و ما يجري حولها و تكاد لا تصلني اجاباتها بسبب انهماكي في الاكل ( اذا جاعت البطون ذهبت العقول ) فرغت من الاكل ووصلني بعض كلامها ( الحال بقي كويس دا الوقتي والامور بتمشي للاحسن) وفي هذه اللحظة وصل الي اذني صوت وردة تغني ((اشترونى واعرفوا قيمة غلاوتى واسمعونى ياللى مش عارفين حكايتى بالكلام الحلو ترجعلى ابتسامتى)) فقلت في نفسي (((نفديكي بالغالي والنفيس يامصر ))) ودعت السيدة وقد ايقنت بان الاعلام  لا يظهر الا ما هو علي  هواه بل ويتفنن في الخداع ... وصلت الي حيث محطة مترو سعد زغلول ناويا العودة باذن الله تعالي ...تمت الرحلة
مع تحياتي / شعبان مجاورعلي المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]