منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
*منتدي شعبان مجاورعلي المحامي يشرفه زيارتكم وتسعده المشاركة*

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
*منتدي شعبان مجاورعلي المحامي يشرفه زيارتكم وتسعده المشاركة*
منتدي شعبان مجاورعلي المحامي ـ أهناسيا ـ بني سويف مصــــــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فرضية صلاة الجماعة في المساجد

اذهب الى الأسفل

فرضية صلاة الجماعة في المساجد Empty فرضية صلاة الجماعة في المساجد

مُساهمة من طرف ناهد محمد الخميس 10 نوفمبر 2011, 1:25 pm

فرضية صلاة الجماعة في المساجد

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
هذا البحث منقول
فرضية صلاة الجماعة في المساجد
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة الحجرات 14:
قالت الأعراب آمنا،قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم،وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا،إنّ الله غفور رحيم


يقول المولى تبارك وتعالى في آية عظيمة ختم بها سورة الكهف:

قل انما أنا بشر مثلكم يوحى اليّ أنما الهكم اله واحد, فمن يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
اذا تأملنا في قوله عزوجل في الآية الكريمة وحدها وبآخر كلماتها ولا يشرك بعبادة ربه أحدالوجدنا أنّ الاشراك لا يقتصر على عبادة الأصنام فحسب, بل كل شيء يلهي عن ذكر الله تعالى فيه نوع من الاشراك, كاللهو عن واجب من واجبات هذا الدين العظيم من صلاة وصيام وزكاة وحج, وتختلف درجة هذا الاشراك الذي قسّمه العلماء الى أربعة عشر نوعا من لهو الى لهو, لقوله تعالى في آية عظيمة ختم بها سورة المنافقون فقال:يا أيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله, ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون*وكما نلاحظ الخطاب في هذه الآية للمؤمنين, أي اذا شغلتهم أموالهم وأولادهم عن الصلاة فستكون نهايتهم الخسارة خاصة ان ماتوا علىذلك, ومن منا يدري ويعلم متى تدركه منيته, فقد يموت موت فجاءة فلا تمهله الأيام للتوبة, ويكون من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة, لذا كان حريا علينا جميعا نحن المسلمين أن نكون دائما على أهبة الاستعداد في أن نكون دوما على طاعة, كي اذا أدركنا الموت فغجأة يختم لنا بعمل صالح فتكون نهاية خير ان شاء الله, وكما ورد في تفسير ابن كثير رحمه الله عن هذه الآية الكريمة: أنذ الله عزوجل يحذرنا وتعالى تحذيرا شديد اللهجة بألا تشغلنا أموالنا ولا أولادنا عن ذكره سبحانه وتعالى.
وعلى هذا قال أهل العلم رحمهم الله: أن من يضيّع صلاة مكتوبة أو يؤخرها عن وقتها لأجل عرض زائل من عروض الدنيا (وكما في أيامنا هذه العروض كثيرة منها: لأجل عيون مباراة أو مسلسل تلفزيوني أو فيلما أو مجاملة قريب أو صديق زاره, او ملاعبة أبناءه) أو أي شيء من متطلبات هذه الحياة الفانية فانه يدخل في هذا القول, لقوله تعالى في سورة التغابن 14: يا أيها الذين آمنوا انّ من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم, ومن لم يمتثل لأمر الله فالويل ينتظره, وهو تماما كما قال الله عزوجل في سورة الماعون:فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون.
والويل كما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما عبارة عن:واد في جهنم لو سيّرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره, وهو مسكن كل من يتهاون بالصلاة ويؤخرها عن وقتها..الا أن يتوب الى الله عزوجل توبة نصوحا ويموت عليها لقوله تبارك وتعالى في سورة طه:واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى...
وهناك الغي أيضا ينتظر مضيعي الصلاة والذي لا يقل شدة وهولا عن الويل كما جاء في قوله تبارك وتعالى في سورة مريم 59-60: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا* الا من تاب وآمن وعمل صالحا فألئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا... والغي كما وصفه أيضا ابن عباس رضي الله عنهما عبارة عن :واد في جهنم بعيد قعره , خبيث طعمه, شديد حرارته, تستغيث جهنم نفسها من شدة حرارته...
هل صلاة الجماعة فريضة؟ وما الدليل القاطع من القرآن أو السنة؟
أولا: فريضتها من الكتاب الكريم
جميع العلماء أجمعوا على أنّ صلاة الجماعة فرض, وقد استدلوا في ذلك من قوله تعالى في سورة النساء 102


وَإِذَا كُنْت فِيهِم فَأَقَمت لَهم الصلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ منهم معكالى قوله تعالى انّ الله أعدّ للكافرين عذابا مهينا.. وقال العلماء أنّ اللام للأمرِ في فلتقم ، والأصل في الأمرِ: الوجوب. ويؤكّد أنْ الأمر للوجوب هنا: أنَّه أمر بها مع الخوفِ مع أنَّ الغالب أنَّ الناس إذا كانوا في خوفٍ يشق عليهم الاجتماع ويكونون متشوّشين يحبون أنْ يبقى أكثر النَّاسِ يرقب العدو فَإِذَا سجدوا فَلْيكونوا من ورائكم سَجَدوا بمعنَى: أتمُّوا صلاتَهم.
ولتأت طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يصَلُّوا أي: لم يصلُّوا مع الجماعة الأُولى, فليصلوامعك ولْيأْخذوا حذرهم وأَسْلحتَهم.
فاذا كان هذا أَمر الله عز وجل بصلاةِ الجماعةِ في ساحة المعركة , فهل هناك أحد يستطيع نكران فرضيتها ونحن في حالة سلم؟
يستفادُ من كل ما سبق أنَّ صلاةَ الجماعةِ هي فَرض عينٍ على كل رجل مسلم عاقل بالغ, ولو أنها كانت فرض كفاية لأسَقَطَ الله عن المجاهدين في سبيل الله تعالى فرضيتها.

أما الدليل على وجوب آداءها في المساجد
قوله عزوجل في سورة التوبة 18: انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش الا الله, فعسى أولئك ان يكونوا من المهتدين... وهذه الآية الكريمة شهادة صريحة من الله عزوجل بالايمان والهدى لمن يقيم الصلاة في المساجد , وما اعظمها من شهادة من ربّ كريم غفور رحيم.أبعد شهادة الله عزوجل نحتاج الى أدلة على فرضتها؟

وهناك دليل آخر قوله تعالى في سورة النور 36: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه, يسبح له فيها بالغدوة والأصال* رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر واقام الصلاة وايتاء الزكاة

وكما نلاحظ من سياق هذه الآية الكريمة نزلت كتحية لأصحاب المتاجر والحوانيت في الأسواق نتيجة استجابتهم للنداء الالهي, وما أن سمعوا حي على الصلاة حي على الفلاح حتى همّوا الى اغلاق متاجرهم وحوانيتهم والتي هي مورد رزقهم الوحيد, وما أعظم فعل ذلك في سبيل اعلاء كلمة الله وفي سبيل الله.

وخطاب كهذا من الله تبارك وتعالى لهؤلاء المؤمنين و بكلمة رجال فيها اشعار بالاشادة بهممهم السامية ونياتهم الصافية وعزائمهم العالية التي من خلال استجابتهم لتداء داعي الحق صاروا عمارا للمساجد التي هي أطهر بقاع الأرض قاطبة في أرضه ومواطن شكره وتوحيده وتنزيهه, هؤلاء الرجال المخلصون لا بيعها ولا ربحها ولا مالها عن ذكر الله عزوجل وعن الصلاة التي هي أساس الدين كله, ومتى صلح الغصن صلح الفرع من صيام وزكاة وحج وكافة أعمال البر, لأنّ الذي عند الله تعالى خير وأبقى, وأنفع من حطام الدنيا بأسرها, فاذا كان على مستوى ركعتي سنة الفجر قال عنهما النبي صلى الله عليه وسلم : ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها, فما بالنا بالفرض الذي قال عنه المولى تبارك وتعالى في سورة الاسراء: وقرآن الفجر, انّ قرآن الفجر كان مشهودا؟ أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار مع المصلين في المساجد التي أشرف بقاع الأرض على الاطلاق.

شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يعلن فرضية الصلاة

إن صلاةُ الجماعةِ لهي فرض مشروع بإجماعِ أئمة المسلمين، وهي مِن أفضلِ العبادات وأجَلِّ الطَّاعات، ولم يُخالفْ فرضيتها إلا الرَّافضةُ الذين قالوا: إنَّه لا جماعةَ إلا خَلْفَ إمامٍ مَعصومٍ. ولهذا فالرافضة لا يُصلُّون الجمعةً ولا يصلون في جماعةً، ومن لم يصلي الصلوات في جماعة فانه يتشبّه بالرافضة الخارجين عن الملة, وقال فيهم شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنهم هجروا المساجدَ وعَمروا المشاهدَ. أي: القبورَ فهم يترددون إليها للتوسُّل بها ودعائها. وأما المساجد فلا يعمرونها بالجماعة فيها، وإلا فإنَّ المسلمينَ جميعاً اتَّفقوا على فرضيتها ومشروعيَّتها. ولم يقلْ أحدٌ بأنها غير فرض أو غير مشروعة.

هل صلاة الجماعة فرض عين أم فرض كفاية؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال علينا أولا أن نعرف الفرق بينهما.

هو الفرض الذي اذا قام به مجموعة من المسلمين لا يسقط عن الباقين, فكل مسلم بالغ عاقل مكلف فيه وعليه أن يأتيه مثل أركان الاسلام الخمسة من الشهادتين والصلاة والصيام والزكاة والحج, وأركان الايمان الستة الايمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره, والايمان بالغيبيات كلها, وأن الجنة حق والنار حق والحساب حق والقبر حق والبعث حق والصراط حق والموقف حق وما الى هناك من مواقف الآخرة التي ثبت ذكرها في القرآن والسنة المطهرة والايمان بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم دون أدنى شك أو تردد.

أما فرض الكفاية: فهو الفرض الذي اذا قام به مجموعة من المسلمين سقط عن الباقين كصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء نحو ذلك.

ثانيا: فرضيتها من السنة النبوية المطهرة


أما من حيث فرضية الصلاة من منطلق السنةُ المطهرة , فالأدّلةُ على فرضيتها كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:


1- حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه الصحيح: أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لقد هممْت أن آمر بالصلاة فتقام. ثم آمر رجلا فيصلي بالنَّاسِ. ثم انطلقَ معي برِجالٍ معهم حزم مِن حطَب الى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار..


وهذا الحديث الشريف أرعب الكثير من الناس المتقاعسون عن صلوات الجماعة وطعنوا بصحته مع أنّ معظم رواة وأئمة الحديث تناولوه وصححه العالم الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.


أما لماذا هناك من طعن بصحته؟ فلأنّ هؤلاء لم يمتثلوا لأمر الله بالصلاة في المساجد اللهم الا من صلاة الفجر, أو العشاء فقط, وكأنّ الله سبحانه وتعالى ليس ربا لبقية الصلوت.

واذاكانالنبي صلى الله عليه وسلم لم يصرّح بكلمة فرض على صلاة الجماعة, فلأن السلف الصالح كان يستوعب الكلام بمجرد التفوّه به عليه الصلاة والسلام, لا كما الحال في مسلمي اليوم الذين يدأبون على البحث عن فتوى لحكم ما في قرارة أنفسهم وهم يعلمون أنه مخالف للشريعة, وبنفس الوقت يجهلون معان كثيرة لمفردات اللغة العربية والتي استنبط القرآن الكريم من حروفها لتكون بلسان أهلها تماما كما اقتضت سنة الله تبارك وتعالى في خلقه بأن يرسل اليهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياته, وبزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين.


2- الصحابي الجليل ابن أم مكتوم رضي الله عنه , الرجل الأعمى الذي أنزل الله عزوجل فيه سورة عبس, عندما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له الصلاة في البيت , سأله عليه الصلاة والسلام ان كان يسمع الآذان أم لا: هل تسمع النداء؟وعندما أجاب: بنعم، قال له عليه الصلاة والسلام: فأجِب...ولم يرخص له الصلاة في البيت وهو أعمى , فما بالنا ونحن الأصحاء وعيوننا عشرة على عشرة؟

3- أخرج أصحاب السنن أنذ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له الا من عذر, قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: الخوف والمرض.


4- وأما عَمل الصحابة فقد جاء في صحيح مسلم عن ابنِ مسعود رضي الله عنه أنَّه قال: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النِّفاقِ، ولقد كان الرجل يوتى به يهادى بين الرجلينِ حتى يقام في الصف... أي كان الرجل يؤتى به يمشي بين الرجلُين حتى يقام في الصفّ , وهذا ان دلّ على شيء فانما يدلّ على اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بصلاتها جماعة ، وما نال الصحابة الرضا التام من الله تعالى الا لامتثالهم لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته اتباعا أعمى, لايمانهم الوثيق بصدق رسالته العصماء, و لو كان الصحابة رضوان الله عنهم لا يرون وجوب الصلاة وفرضيتها لتخلفوا عنها وما واظبوا عليها وهم الأحوج الى أوقات الراحة منا نحن مسلموا اليوم المرهين في الحياة.

تأملات في سورتي المؤمنون والمعارج

لو تأملنا سورتي المؤمنون وسورة المعارج تأملا جيدا مستفيضا لوجدنا كيف أن الله تعالى افتتح سورة المؤمنون بقوله: قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون..... وختم صفات المؤمنين بقوله: والذين هم صلواتهم يحافظون...ليدلّ الله عزوجل على أفضليتها , ولو كل منا يعرف سبب نزول هذه الآيات الكريمات ما ترك أحدنا صلاة مكتوبة خارج أسوار المساجد, فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درّة بيضاء, ولبنة من ياقوتة حمراء, ولبنة من زبرجد خضراء, ملاطها المسك, وحصباؤها اللؤلؤ , وحشيشها الزعفران, ثم قال لها: انطقي! فقالت: قد أفلح المؤمنون.. فقال الله: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل... ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى في سورة الحشر والممتحنة: ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون..




ومعنى خشوع القلب هنا هو السكون والوقار والخشية, وخشوع القلب الكامل لا يتحقق الا اذا طردنا من قلوبنا حبّ الدنيا وتفرغنا لله تعالى بكامل جوارحنا وأحاسيسنا نناجيه سبحانه وتعالى ونثني عليه, والخشوع في الصلاة انما يحصل لمن فرغ قلبه تماما من الدنيا, واشتغل بالصلاة عما عداها وآثرها على غيرها, فلا نفكر أثناء صلاتنا لا بأعمالنا ولا بأبناءنا ولا بأسرنا ولا بأموالنا ولا بأيّ شيء من ملهيات الدنيا على الاطلاق, واذا تحقق فينا الخشوع في الصلاة, كانت راحة وقرة عين لنا.. تماما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت قرّة عيني في الصلاة... وقوله صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه: يا بلال! أرحنا بالصلاة وفي رواية: أرحنا بها يا بلال.... لا منها كما يفعل بعض مسلموا هذه الأيام فيصلونها بأجسادهم وقلوبهم غائبة تماما وينقرونها نقرا كما ينقر الديك الحبة أو يصلونها كصلاة المسيء صلاته خالية من أيّ اطمئنان أو خشوع أو تدبّر الا من رحم ربي.. الله نسألك أن تعيننا على الخشوع في الصلاة.

لقد بدأ الله سبحانه وتعالى بصفات المؤمنون بذكر الصلاة مفردة ليدل ذلك على أنّ الصلاة هي من أحبّ الأعمال الى الله تعالى, وختم صفات المؤمنون بالصلاة بصيغة الجمع وقال: صلواتهم ليدّل ذلك على وجوب المواظبة على الصلوات الخمس في المسجد وفي مواقيتها الموقتة لها, في أول الوقت, ومن ثم المحافظة على ركوعها وسجودها وقيامها والاطمئنان بكل حركة من حركات الصلاة, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن تحصوا واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة, ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن...

واذا انتقلنا من سورة المؤمنون الى سورة المعارج لوجدنا أيضا كيف أنه بعدما ذكر الله عزوجل صفات الأشقياء استثنى المصلون منهم فقال: الا المصلين* الذين هم على صلاتهم دائمون* ومن ثم ختم صفات المؤمنين بقوله تعالى: والذين على صلاتهم يحافظون* أولئك في جنات مكرمون ... ليدّل على أهمية الصلاة وفرضيتها وأفضليتها , وكيف أنها رأس الأمر كله وسنامه وعمود الدين وأساسه, بصلاحها تصلح الأعمال, وبفسادها تفسد الأعمال, لأجل ذلك كان حرّيا بنا أن نؤديها على أكمل وجه, جماعة بمواقيتها وسجودها وركوعها وخشوعها وسننها,والاطمئنان بكل حركة من حركاتها لقوله صلى الله عليه وسلم بما معناه: أنّ الله ينصب وجهه لعبده طالما هو في صلاته ولا يلتفت عنه الا عند السلام... فبالله عليكم أليس حريّ بنا ونحن وقوفا بين يدي الله أن نتمّ صلاتنا لمن نصلي لأجله؟ فالرقيب علينا هو الرقيب.. ليس بربّ العمل لنداهن له عملنا, وإنما ربّ أرباب العمل الرقيب المهيمن الحسيب الرحمن الرحيم الحنان المنان , من تذل له الرقاب وتخشع له القلوب والأبصار, مالك الملك , ملك ومالك يوم الدين, ذو الجلال والاكرام سبحان الله وتعالى عما يشركون.

لماذا استثنى المولى عزوجل المصلين من أصناف البشر الموصوفين بالهلع في سورة المعارج؟

لأنّ صلاتهم جعلتهم يطلقون الدنيا بأموالها ونساءها وأبناءها وزخرفها ولهوها ومتاعها وشغلها طلاقا بائنا لا رجعة فيه, ولأنهم لا يجزعون من شرها والله عزوجل هو الضار وهو النافع, ولا يبخلون بخيرها والله تعالى يقول في سورة الصف:يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم* تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم, ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون* يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن , ذلك الفوز العظيم.


فالمصلون الصادقون المخلصون المواظبون على صلاة الجماعة في المساجد فيهم نزلت هذه الآيات الكريمة لقبولهم مبدأ التجارة مع الله تبارك وتعالى لايمانهم بأنّ هذا النوع من التجارة لن يبور ولن يخسر بأي حال , وكيف يكون هذا؟ والى الله تبارك وتعالى سيكون معادنا ومآلنا.. وقد قدّم الله تبارك وتعالى المال على النفس نظرا لتعلق العباد به, والمال هنا كناية عن الدنيا وما فيها.. فهؤلاء الصادقون صادقون لأنه لم يشغلهم عن دخول المساجد أي شاغل, لأنّ نفوسهم قد صفت تماما وترفعت من أكدار الحياة بتعرضهم لنفحات الله عزوجل الحقيق بأن يعبد على هذه الأرض.

أما الذين هم على صلاتهم دائمون: فهم الذين يصلون الخمس صلوات جماعة في المساجد ما استطاعوا الى ذلك سبيلا... وليسوا أبدا الذين لا يدخلون المساجد الا هجرا كما اهو حالهم مع صلاة الجمعة, أو تراويح رمضان, أو تخصيص صلاة الفجر فقط, أو صلاة العشاء فقط,أوصلاة المغرب فقط, فربّ صلاة الجمعة هو نفسه ربّ الصلوات الخمس, وربّ شهر رمضان هو نفسه ربّ أشهر بقية السنة, فمن يدخل المساجد من الجمعة الى الجمعة , ومن رمضان الى رمضان فهذا , ومن فجر الى فجر, أو مغرب الى مغرب, أو عشاء الى عشاء, فهؤلاء حتما ليسوا من الذين هم على صلاتهم دائمون, وهذا الحكم ليس حكمنا نحن الخطائون, وانما حكم من أرسله الله رحمة للعالمين المعصوم صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديثه الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال: انّ للمنافقين علامات يعرفون بها.. وذكر عليه الصلاة والسلام في الحديث عشر علامات نذكر منها ما يوافق بحثنا: لا يقربون المساجد الا هجرا.. ولا يأتونالصلاة الا دبرا.. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة النساء 103: ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا...ماذاتعني هذه الآية الكريمة؟ يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لها: أنّ الذين يلتزمون بالصلوات الخمس في المساجد هم المؤمنون المعنيون في هذه الآية الكريمة, وهم نفسهم المعنيون في قوله تعالى في سورة التوبة 18: انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة.... وهل هناك شهادة بالايمان أقوى من هذه الآية الكريمة؟ وقوله صلى الله عليه وسلم: اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان...


نكتفي بهذا القدر و ندعوا الله تعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته


اللهم اجعلنا من المقيمي الصلاة برحمتك يا أرحم الراحمين واكتبنا منهم انك على ما تشاء قدير, وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأزواجه وصحبة ومن اهتدة بهديه واستنّ بسنته الى يوم الدين, ,وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ناهد محمد
ناهد محمد
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 23/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى