الشحاذ وانا

قصة قصيرة بقلم شعبان مجاورعلي المحامي
مصر بني سويف اهناسيا
الشحاذ وانا
جاءني عصر يوم من الايام في محل عملي شحاذ.. قصير القامة وسط بين النحافة والسمنة حاد النظرات كالصقر .. يلبس جلبابا أزرقا وزيادة في التمويه لابد من أن يكون رثا مهلهلا .. يحمل علي كتفه صرة كبيرة إلي حد ما .. يحملها علي طرف عصا .. والعصا فوق كتفه الايمن .. يمسك بها من الامام بكلتا يديه .. ويحمل خُرجا قد عُلق علي كتفه بحبل .. يتدلي هذا الخُرج إلي نصف ساقه .. ولا أدي ما الذي يحمله في تلك الصرة القذرة وهذا الخُرج المنتن ..
تعود هذا الرجل أن يمر علي من يوم لآخر .. ليست له مواعيد منتظمة فهو بالتأكيد يجوب البلدة من أولها لآخرها يجمع ويضع في جيبه وخُرجه .. ولا أظن أن بلدتنا وحدها هي كل حظه .. الله أعلم .
يأتيني يوم ويغيب إثنين أو ثلاثة .. وقد ياتيني في الواحد أكثر من مرة .. وأنا أعطيه ما تجود به نفسي ..خاصة وأنا كثيرا ما تنتابني نوبة كرم .. وأي كرم .. ويا حظ من يكون حاضرا لهذه النوبة الكرمية ...
والذي حدث عصر هذا اليوم أن قد جاء يطلب كالعادة مادا يده فقلت له (إيه رأيك .. أنا كل معايا خمسةجنيه ) .. وإذا بهذا البجح .. عديم الحياء ..ناقص المروءة .. وهو بكل تأكيد أغني مني علي الأقل في يومنا هذا .. أين أنا صاحب الخمسة جنيه من هذا الذي يجوب البلاد يحصد من خيراتها ويعبأ بها كرشه وخُرجه .. فإذا به يمد يده بجنيه ويقول ( خد دول وهات الخمسة جنيه ) حقيقة أصابتني الدهشة .. ماذا أفعل حيال هذا اللحوح .. إنه مصر ..يريد أن يحرجني ويحصل إتاوته .. فقلت له ( ياأخي حرام عليك ..تاخد انت الخمسة جنيه ويصبح انا معايا جنيه بس .. يتقال دا فين يا مفتري )
وعليها لم أعد أري سحنته ولا صرته ولا خُرجه ....
وفي اليوم التالي طالعتنا الصحف بالعنوان التالي ( متسول يستأجر طفلا ليجره بــ 50 جنيه في اليوم )
تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

من طرف محمد طه السبت 19 أغسطس 2017, 1:56 pm

قصة قصيرة بقلم شعبان مجاورعلي المحامي
مصر بني سويف اهناسيا
الشحاذ وانا
جاءني عصر يوم من الايام في محل عملي شحاذ.. قصير القامة وسط بين النحافة والسمنة حاد النظرات كالصقر .. يلبس جلبابا أزرقا وزيادة في التمويه لابد من أن يكون رثا مهلهلا .. يحمل علي كتفه صرة كبيرة إلي حد ما .. يحملها علي طرف عصا .. والعصا فوق كتفه الايمن .. يمسك بها من الامام بكلتا يديه .. ويحمل خُرجا قد عُلق علي كتفه بحبل .. يتدلي هذا الخُرج إلي نصف ساقه .. ولا أدي ما الذي يحمله في تلك الصرة القذرة وهذا الخُرج المنتن ..
تعود هذا الرجل أن يمر علي من يوم لآخر .. ليست له مواعيد منتظمة فهو بالتأكيد يجوب البلدة من أولها لآخرها يجمع ويضع في جيبه وخُرجه .. ولا أظن أن بلدتنا وحدها هي كل حظه .. الله أعلم .
يأتيني يوم ويغيب إثنين أو ثلاثة .. وقد ياتيني في الواحد أكثر من مرة .. وأنا أعطيه ما تجود به نفسي ..خاصة وأنا كثيرا ما تنتابني نوبة كرم .. وأي كرم .. ويا حظ من يكون حاضرا لهذه النوبة الكرمية ...
والذي حدث عصر هذا اليوم أن قد جاء يطلب كالعادة مادا يده فقلت له (إيه رأيك .. أنا كل معايا خمسةجنيه ) .. وإذا بهذا البجح .. عديم الحياء ..ناقص المروءة .. وهو بكل تأكيد أغني مني علي الأقل في يومنا هذا .. أين أنا صاحب الخمسة جنيه من هذا الذي يجوب البلاد يحصد من خيراتها ويعبأ بها كرشه وخُرجه .. فإذا به يمد يده بجنيه ويقول ( خد دول وهات الخمسة جنيه ) حقيقة أصابتني الدهشة .. ماذا أفعل حيال هذا اللحوح .. إنه مصر ..يريد أن يحرجني ويحصل إتاوته .. فقلت له ( ياأخي حرام عليك ..تاخد انت الخمسة جنيه ويصبح انا معايا جنيه بس .. يتقال دا فين يا مفتري )
وعليها لم أعد أري سحنته ولا صرته ولا خُرجه ....
وفي اليوم التالي طالعتنا الصحف بالعنوان التالي ( متسول يستأجر طفلا ليجره بــ 50 جنيه في اليوم )
تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

الشحاذ وانا

الشحاذ وانا

رد: الشحاذ وانا